العروبة الأصلية لـ(البربر )
عن العروبة الأصلية لـ(البربر )
الأستاذ محمد تاج الدين من جامعة ابن خلدون بالجزائر الشقيق يكتب عن المؤرخ محمد حسين الفرح فتحية له ولكل باحث منصف في أرجاء العالم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل فترة وقع بيدي كنز ثمين وأيقونة نادرة لمؤرخ يمني معاصر يعتبر من المدققين ومن بُناة الحادثة التاريخية على أساس علمي موثق، يقول عن كتابه أنه: (أول كتاب يستند إلى البحث والربط بين نتائج التنقيبات الأثرية ومعطيات الآلاف من النقوش اليمنية القديمة والمئات من النصوص البابلية والآشورية والفرعونية والمصادر التاريخية العربية واليونانية والرومانية والأكسومية والآرامية في تقديم البناء اليقين عن تاريخ اليمن الحضاري التليد عبر 9000 سنة ..)
إنه كتاب (الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ وحِمْير)، للمؤرخ اليمني الكبير المرحوم محمد حسين الفرح،
في هذاالكتاب(ج1،ص467-486) إثبات لارتحال الأمازيغ وقبائل البربر بقيادة الملك إفريقيس بن ذي المنار بن الرائش باران ذي رياش في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وبـ(إفريقيس) سميت (إفريقيا)، ثم كانت حملة أخرى في عهد الملك ياسر يهنعم ودخوله إفريقية والمغرب في عام 370 بالتقويم السبئي الذي هو أقدم تقويم في تاريخ الإنسانية، الموافق لـ(850 ق، م)، أي في القرن التاسع قبل الميلاد، وعليه فإن الأمازيغ ليسوا عربا فحسب، بل هم أكثر عروبة من الفاتحين، فهم قحطانيون والفاتحون عدنانيون، والقحطانيون عرب عاربة، والعدنانيون عرب مستعربة، وهذا يُفهم منه ما قاله جوزيف رينو في كتابه (الفتوحات الإسلامية في فرنسا وإيطاليا وسويسرا) من (..أن (التقارب اللغوي) من العوامل التي ساعدت على نجاح الفتح العربي للمغرب بسرعة..)[ص، 39] وهو كلام مستشرق فرنسي صدر كتابه سنة احتلال الجزائر عام 1830 هذا عن هذه الجزئية،
أما الكتاب عموما فما أعلم أن له مثيلا في إظهار عظمة الحضارة السبئية الحِميرية، حضارة التبابعة، الحضارة التي سمى القرآن باسمها سورة من سوره (سبأ)، والتي قال في ملكتها: {وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم}، وقد كدت أصاب بالدوار وأنا أطالع تفاصيل منه موثقة بالوثائق والنقوش، وتساءلت: كيف لحضارة بهذه العظمة أن تختفي لتظهر إلى السطح حضارات أخرى أقل شأنا، وتساءلت -بمرارة-: هل هذه هي عظمة اليمن التاريخي الذي يدمره اليوم من لا حضارة لهم؟
إقرأوا هذه السفر العظيم وانظروا أي تاريخ نجهل ..