الكراغلة
الكراغلة
مصطلح الكراغلة يستخدم في ليبيا للإشارة إلى قبائل يشيع اعتبارها من أصول تركية ، والكرغلي لغويا في التركية يعني ابن السمراء، ولهذا يعتقد الناس عادة أنهم من سلالة ليبيات تزوجن من جند الإنكشارية في العهد العثماني. لكن إسماعيل كمالي، الذي شارك دي آگوستيني في تجميع مادة كتابه الموسوعي الضخم عن سكان ليبيا، يطرح تصورا أقرب للمنطق، مؤداه أن لقب الكراغلة كان يطلق على كل من انخرط في سلك الجندية بغض النظر عن أصولهم العرقية، أتراكا أو محليين سواء أكانوا عربا أو مستعربين. وهكذا برزت أسماءهم في الوظائف الحكومية خاصة في جباية ضرائب الميري وجمع الجند للحملات.
أن الكرغلى في الزاوية أو مرزق أو طبرق ، يرى في بقية الكراغلة في كل قرى ومدن ليبيا، أبناء " قبيلته " ! بل بلغ " تلييب" الكراغلة أنهم تبنوا نفس مفهوم الموطن القبلي الليبى أو أرض الجد. وهكذا زعم أو راج بين الكراغلة انتسابهم إلى مصراتة بالذات. وهذه القناعة، سواء عن حقيقة أو وهم، يسّرت انتقال الكراغلة من مدينة إلى أخرى.
إن مصطلح الكراغلة عند بعض المؤرخين (وهي جمع كلمة كراغول) موجود في مناطق اخرى غير ليبيا كانت خاضعة للدولة العثمانية ومنهم القراغول في العراق
. وكلمة قراغول أو قرةقول (أي الرجال ذوي الأذرع السوداء) تعني القوة العسكرية التي مهمتها حماية موقع أو رابية معينة قرب المدن و"كلمة الشرطة العربية القديمة إنما جاءت من الشريط الذي كان يربطه العسكر في أذرعهم ليميزهم عن باقي الصنوف وكانت مهمتهم حماية المدن".بالنسبة لحكامهم العثمانيين . وهي كلمة مازالت مستعملة في التشكيلات العسكرية التركية. ولا يشترط أن ينتسب هؤلاء القراغول إلى جنس معين فأغلب القراغول من الشركس أو الكرد المستعربين، أن هذا المصطلح هو عبارة عن تسمية عسكرية وليس على أصل عرقي.