حديث التاريخ

حديث التاريخ

حديث التاريخ 


أرسلت الدولة العثمانية الضابطان العراقيان جعفر العسكري و نوري السعيد الي شرق ليبيا للمساعدة في قيادة قوات السيد أحمد الشريف السنوسي عندما أراد تنفيذ قرار الدولة بالهجوم على غرب مصر من أجل إستدارج و تشتيت القوات البريطانية التي كانت تستعد للدفاع عن قناة السويس أمام هجوم عثماني.


بعد تراجع القوات البريطانية، و سيطرة قوات السنوسي على عدد من المناطق، عزز الإنجليز قواتهم عن طريق الاستعانة ببعض من قواتهم المتمركزة في أوروبا و استطاعوا اعادة احتلال المناطق بعد تحقيق انتصارات في عدة معارك منها معركة عجاجيا التي أنتهت بتأسير جعفر العسكري و نوري السعيد، حيث سيقا الي القاهرة ليتم سجنهم في القلعة.


نالت الخسارة من أحمد الشريف و استغل ابن عمه ادريس السنوسي الفرصة من اجل المطالبة بقيادة الحركة و خصوصا انه عرف عنه منذ البداية معارضة الحرب على الإنجليز، و الذين بدورهم وعدوا ادريس بترتيب مفاوضات مع الحليف الإيطالي من أجل عقد اتفاقيات سلام مع قوات المملكة الإيطالية، نظير التعهد باخلاء الواحات السنوسية في مصر من المقاتلين و السلاح.


مكن الإنجليز فيصل بن الحسين من الاتصال بالضباط المعتقلين في القلعة، و انضم كل من العسكري و السعيد للقوات العربية التي قادها العقيد لورانس "لورانس العرب" للثورة على الدولة العثمانية. و بعد أن كافئ الإنجليز فيصل بتنصيبه ملكًا على العراق السايكسبيكوية، نال العسكري و السعيد نصيبهم عن طريق قيادة الدفاع و رئاسة الوزراء.


و على غرار ذلك تم تنصيب ادريس السنوسي اميرا على برقة ثم ملكًا على ليبيا، و تحولت الحركة السنوسية الجهادية الي عائلة مالكة، و شيئًا فشيئًا تم نسيان ارث احمد الشريف و همشت عائلته التي دخلت في صراع مع الملك و حاشيته وصلت في بعض الأحيان للإعدام و النفي، حتى جاء الملازم معمر القذافي في صباح يوم الأول من سبتمبر لينادي الليبين و تذكيرهم في البيان الأول للثورة بتضحيات عمر المختار و أحمد الشريف.


https://albunyanalmarsus.com/