المقارحة

المقارحة

المقارحة
……………
قبيلة عربية من بني سليم لها أثر كبير في تاريخ الجهاد
عندما وصل نبأ قدوم الطليان لأحتلال ليبيا قد هبت القبائل المجاهدة من كل حد وصوب لطرابلس لمواجهة الإحتلال الايطالي ومن ضمنهم قبيلة المقارحة التي لبت نداء الجهاد
وقد بعثث بمحلات شاركت في معارك الشط و الهاني و عين زارة و السواني بن يادم 1911 و اول محلة خرجت من فزان لنصرة اهلنا في طرابلس كانت من المقارحة و كانت بقيادة الشيخ مادي بن نصر المقرحي والتي شاركت محلته في معركة الشط والسواني وعين زارة , والوثيقة بالأسفل رسالة من الشيخ مادي من طربلس في خط الحرب الي اعيان سوكنة الذي تربطنا معهم علاقة اكثر من وطيدة يبلغهم انه له 8 أشهر في الحرب وقد انجرح وبصحة جيدة و يطلب فيها بوحدة الصف لانها صارت بينهم عثرة و يطلب منهم التجهز للمواجهة الاحتلال الايطالي الذي نوي ان يبسط سيطرته كاملة علي التراب الليبي بما فيها فزان , و قد التحقت بعده عدة محلات بقيادة مشائخ المقارحة الاخرين محمد بن عامر و نصر ابونجيم ومحمد بن دابي و كما لحقت بهم محلتين احدها من الشويرف بقيادة الشيخ سعد جلغم المقرحي ومجموعة من مقارحة فزان بقيادة الشيخ فرحات خليفة وهي مثبوتة برسائل عثمانية تؤكد ذلك و تفيد برقيتان عثمانيتان من غريان إلى قيادة الفرقة العسكرية بالعزيزية بمعلومات دقيقة، وفيها ما يؤكد وصول أعداد من مقارحة الشاطئ على قافلة كبيرة كانوا وصلوا إلى غريان وفي طريقهم إلى العزيزية ، وتوصى البرقيتان بأستقبال رؤسائهم بأعتبارهم من أعيان ووجهاء مقارحة الشاطئ:-
-تقول الأولى: (ان الشيخ فرحات بن صالح من قرية المقارحة التابعة لقائم مقامية الشاطئ الملحقة لمتصرفية فزان الذي وصل إلى هنا لأجل الجهاد، قادم إليكم ، لدى وصوله يرجى مقابلته كأحد الوجهاء )
-تقول الثانية : (وصلت قافلة تتركب من مائة وتسعين جملاً لمهمة نقل المؤن للمجاهدين ، وهي تحت رياسة أحد أعيان ووجهاء المقارحة الشيخ علي بك ، يرجى تعيينه رئيساً مسئولاً على هذه القافلة مدة القيام بمهمتها) .
ولهم ايضا حتى شهداء في تلك المعارك وكان من ضمن الصف القبلي صف الغرب الصف الذي يضم المقارحة واولاد بوسيف والزنتان والمشاشية وقنطرار وحتى لما تأخروا وانقطعت اخبارهم وهم في خطوط الحرب الأمامية في الساحل قلق عليهم أهلهم ونواجعهم في الشاطئ ووادي بي وكانت آنذاك وسائل الاتصال معدومة ولا توجد وسيلة للاتصال إلا الشعر فأرسلت اليهم امرأة مقرحية(عزومية) بيت شعر تريد من المجاهدين من اهلها ان يطمئنوها عن اخبارهم فقالت:-
دزولــنــا يــلــي ابــعــاد نــبــاكم***خــطــيـن ينـبـــنـا عـلـي طــرواكــــم
فرد عليها الشيخ المجاهد محمد بن عامر المقرحي وقال :-
حابــسيـــنــهـــم فـــــــــي زارة
(يقصد هنا اننا محاصرين العدو في عين زارة)
وكل يوم نرجوا شاهيين اكسارة
نبي انبيع راسي في حلب الخسارة
كله علي شان الثناء وهناكم
ثم قال لها
صــــار يـــوم فــيـــه ظــهــــــــرنـــا
محاسير ع الضرب الرصاص صبرنا
ايـــذري علينا الكـــور مـا حــيــرنا
تــذرات تــبــروري عــلي مبـناكـم
وكــلا العــجيــلـي ابـمـوتـه كـدرنا (والعجيلي هذا فارس من المقارحة استشهد في معركة عين زاره هو وسالم اقريوي من المشاشية وقد دفنوا في قبر واحد)
وسـالم اقـريـوي فـيـه عـزيـناكــم
واحنى سريب الموت ما حــيرنا
ولــو كان فاتونا قــليـل نـجـاكــم
ويافاطمـة هـويـن جـاك خـبـرنـا
مكتوب في الكاغط معا اللي جاكم .
و بعدها انتقلت المقارحة بقيادة الشيخ محمد بن عامر والتحقوا بالمجاهدين في معركة جندوبة 23 / مارس / 1913 في الجبل ومن شهداء المقارحة في تلك المعارك علي سبيل المثال وليس للحصر (حمد بن ابوزيد محارب المقرحي_ ابن الشيخ نصر ابونجيم المقرحي_محمد معتوق المقرحي_ابوبكر العجيلي امحمد المقرحي) .
وبعد ان احتل الطليان الجبل انسحب مجاهدين المقارحة الي فزان للإستعداد للقوات الايطالية التي ارادت ان تفرض سيطرتها علي كامل التراب الليبي , فحاولت ايطاليا قبل ان تدخل الي فزان في ان تستميل زعامات القبائل العربية إليها وتساعدهم في احتلالها الاول لفزان , فاستطاعت ان تكسب بعض الولاءات من بعض الزعامات , مكنتهم من دخول الجفرة دون مقاومة , و مكثوا فيها الطليان لفترة من الزمن يستعدوا فيها للدخول الي فزان , وقد راسلوا هولاء الزعامات المجندين كلا من المقارحة و اولاد ابي سيف والزنتان محاولين اقناعهم بالتسليم للطليان ويؤكدون لهم انهم سيكفلون لهم كل انواع الراحة مع الطليان , ولكن قبائل وادي الشاطي رفضت دلك وعلي رأسهم البي سعد جلغم المقرحي الذي كان قائم مقام وادي الشاطي واستعد لمواجهة الطليان وبدأ الشيخ سعد بتجهيز محلتين مقاتلة لمواجهة الطليان من اهل الشاطي اللوطي وقسمهم الى مجموعات ووزع قيادة هذه المجموعات علي المشائخ محمد بن عامر المقرحي ومادي بن نصر المقرحي وبشير بن حسن العياط البوسيفي, مجموعة تحرس على بئر الشب ومجموعة تخرج العائلات الى القرقف وتقوم بحراستها والمجموعة الكبير تمسك خشم دبدب في انتظار المعركة كما راسل البي سعد الشيخ محمد بن عبد الله الوسيفي في رقبة الشاطئ يطلب منه الحضور والاستعداد لمواجهة الطليان ولكن الشيخ محمد بن عبدالله تأخر لانه كان يرتب في نفسه وفي مجموعته فتأخر ولم يحضر معركة اشكدة والشب والشيخ محمد بن عبدالله البوسيفي بعد معركة جندوبة في الجبل الغربي وهزيمة المجاهدين فيها انسحب الى الشاطي الفوقي واستقر في محروقة
وكان احد المجاهدين مع محمد البوسيفي يقال له محمد الشرع قال في بيت شعر :-
ركوب القزازين للخيل ولحوق فارس بوجناية ** حياني كما حيه السبيل في واديا بوحنايه
و قوله هذا كان نتيجة لأن حديد قد قتل اخ الشرع , و حديد كان مع مجموعة سعد جلغم واما الشرع كان مع مجموعة محمد عبدالله البوسيفي فقدم حديد الي البي سعد جلغم وقال له يا حاج سعد ارغمت علي الذهاب الي الطليان , فتعجب منهم البي سعد وقال له لماذا ؟ .. فقال قد سمعت محمد الشرع قال ابيات من الشعر وفهمت من خلالها انه يريد قتلي , فذهب حديد الي الطليان في هون واستلم منهم بندقية (ام فريد ) , وعندما تقدم الطليان ووصلوا الي الوشكة قاصدين الشاطي , هرب منهم حديد واتجه نحو الشاطي وعندما وصل ابلغ البي سعد جلغم عن قدومهم وعن اسلحتهم واعلمه انهم يريدون براك ليس من ذلك شك .
, فأرسل البي سعد مجموعة من المجاهدين الي الشب و اعطاهم اوامر بأن لا تصطدم بقوات الايطاليين عند قدومهم , وانما عليهم ابلاغ المجاهدين بقدومهم , وعند قدوم الطليان اليهم اقسمت هذه المجموعة بأنهم لن يتراجعوا وسيقاتلوا الطليان وفعلا قاموا بما عزموا عليه واستشهدوا جميعا رحمة الله عليهم , الا اصكا الحسناوي الذي عارضهم وقال لهم لابد ان نخبر المجاهدين بقدومهم بحيث لا يأخدونهم علي حين غرة فأتهموه بالجبن ولم يكترث وتركهم وذهب لأبلاغ المجاهدين , وعندما وصل الي المجاهدين واخبر سعد جلغم بأن العدو قادم وترك المجاهدين فقال له سعد جلغم لقد جبنت يا أصكا ! , فقال أصكا يا عم الحاج انا الان لن اخفي الجبن ولكنني اعتقدت في نفسي انني نفذت ما أمرتم به لكن انا حرام عليا البيت وركوب الفرس , اذا ما لقيتم الايطاليون ) , الي ان قدم الطليان فتقدم اليهم اصكا منفردا بحصانه واستشهد رحمة الله عليه واراد ان يثبت انه ليس بجبان , و كادا المجاهدين ان ينتصروا علي العدو ولكن احد المجندين ( ع ..ب ..و ) طرج عليهم فكرة التراجع علي الطليان حتي يوهموا المجاهدين بأنهم انهزموا ويخرجوا من مواقعهم المحصنة , وهذا ما حدث بالفعل تراجع الطليان كـ حيلة واوهموا المجاهدين بأنهم انهزموا و بعد ان خرجوا المحاهدين من مواقعهم واصبحت مواقعهم مكشوفة , رجع الطليان في هجوم مفاجىء وتشتت المجاهدين وانهزموا , ولحق المجاهدون الاخرون بمحمد البوسيفي في محروقة و انهزم المجاهدين في هذه المعارك التي علي اثرها سيطر الطليان علي كافة التراب الليبي بعد ان سطر الاباء والاجداد ملاحم سجلها التاريخ بصفحات من ذهبدفاعا عن الارض والوطن و قد قال احد شعراء المقارحة :- نهار اشكدة والشب و المحروقة __
موزر ومدفع نارهم مطلوقه.
* شهداء المقارحة في معارك الشب و اشكدة(الدويسة او المقتلة ) و محروقة علي سبيل المثال لا الحصر (:-
-معركة الشب 10 ديسمبر 1913 :-
محمد بلحاج العزومي المقرحي
غومة جلغم المقرحي
مرابط عقيل المقرحي
علي بلحاج جلغم المقرحي
بوزيد المقرحي
الحاج بن مصباح بوهدبمة المقرحي
عمر بن منصور القرني المقرحي
علي الهمالي المقرحي
حسن العجيلي المقرحي
عبدالجليل سالم الشيباني المقرحي
محمد بن كرير المقرحي
عبدالقادر المقرحي
قريرة الهمالي .
محمد أبو نويرة المقرحي
محمد بن منيرة المقرحي
عبدالجليل سالم الشيباني
علي بالحاج جلغم المقرحي
-معركة اشكدة(الدويسة او المقتلة )
13 ديسمبر 1913 :-
عبدالغني بن عبد الصمد المقرحي
على بركة المقرحي
الحبيب بركة المقرحي
ضو بركة المقرحي
ابراهيم امسيب المقرحي
الفروج المقرحي
علي الجدي المقرحي
مسعود الجدي المقرحي
محمد بلقاسم بن علي المقرحي
محمد بن عبدالمولي نصر المقرحي
غومة المحاربي المقرحي
بوسبيحة المقرحي
علي ابوالقاسم المقرحي
-معركة محروقة 24 ديسمبر 1913 :-
مسعود النايض المقرحي
ابراهيم النايض المقرحي
علي بلحاج العزومي المقرحي
ابوبكر احمد المقرحي
محمد ابوخريص المقرحي
السائح المقرحي
التائب عبدالسلام المقرحي
عمر ابوالقاسم ابوهمود المقرحي
ابوالقاسم السريتي المقرحي
علي ابوالقاسم المقرحي
عبدالنبي الحمرة المقرحي .
محمد بن سلامة المقرحي .
عمر الربيقي المقرحي .
اسماء الجرحي وهم :-
-ابو القاسم القاسي المقرحي .
عبدالرحمن المكيور المقرحي .
ابو العوافي اريثمة المقرحي .
عبدالقادر حسن المقرحي.
صقر محمد ابوزيد المقرحي .
عبدالله بن حمد بن عقيل المقرحي.
حسن بن غلبون عقيل المقرحي
امحمد بن حمد بن مسعود المقرحي.
ارحومة الشيباني المقرحي .
احمد بن عمر المقرحي .
العجيلي بن احمودة.
بعد ان سقطت فزان بيد الطليان بنهاية 1913 بعد معارك الشب والمقتلة ومحروقة استطاع الطليان القبض علي الشيخ سعد جلغم وابناءه وسجنوه في غرب ليبيا ولم يستطيع
الهروب منهم الا بعد معركة القرضابية 1915 , و علي اثرها سنة 1913 هاجرت مجموعتين من المجاهدين من فزان الاولي من المقارحة بقيادة الشيخ مادي بن نصر المقرحي و الثانية من اولاد ابي سيف وكانت بقيادة الشيخ ابي بكر قرزة البوسيفي , وعزموا علي استكمال مسيرة الجهاد في مناطق اخرى لم تسقط بعد بيد الطليان , فكانت الوجهة الي زاوية العقر في راس لانوف واشتركوا مع قبيلة المغاربة في معاركهم سنة 1914 ومن اهمها معركة العويجة (الخدة) 24-ابريل-1914 التي استشهد فيها فيها الشيخ مادي بن نصر
و الذي اشترك في عدة معارك ضد الطليان كالشط والسواني وعين زارة و اشكدة و محروقة و أخرها الخدة التي استشهد فيها رحمة الله عليه وبعد ان مات الحاج مادي , فيه مجموعة من النساء من قبيلة المغاربة يغنوا علي الرحي وقالو علي حياة الشهيد :-(يا شيخ مادي ان قلت درت درت حتى كانك ميت حي راكب حمره قرش بقرش وين ما بتهاب اتقوى) وقد قال المجاهدين ايضا
عليه( هقي يا حمراء بهجارك مات اللي يعرف مقدارك ) والحمراء هي الفرس التي تحصل عليها بعد مشاركته في معارك طرابلس 1911-1912 , وعندما سقط شهيدا في المعركة اندفع احد شباب المقارحة بكل شجاعة وكان صغيرا في السن وهو محمود ابوهمود صوب الطليان ومن اكثر ما اعجبهم المغاربة شجاعة محمود ابوهمود و تألمهم على فقدان الشيخ الشهيد سموا اغلب المواليد في تلك السنة بمادي ومحمود تخليدا لذكراهم ووفاء لهم ولي تضحياتهم ,و بعد وفاة الحاج مادي ظلت قيادة نجع المقارحة بقيادة الشيخ محمد بن عامر فكان خير خلف لي خير سلف واستكمل مرحلة الجهاد وقاموا المجاهدين بغزوات لقطع امدادات الطليان بين الشمال والجنوب وهذا ما حدث .
و شاركت هذه المجموعات في عدة غزوات وقد ضربوا امدادات الطليان والقوافل التي تنقل الاسلحة والاعانات الي فزان ومن اهم الغزوات غزوة الزيدن سنة 1914 التي غنموا فيها من الطليان 500 جمل محملة امتعة و بضائع مختلفة وقتل كثير فيها من الطليان
و قد تربصوا بالطليان في الوديان والطرق التي تربط بين فزان والشمال و قد خاضوا عدة غزوات ومعارك مثل معركة وادي الاحمر 7 يوليو 1914 التي كانت مكونة من
40 فارسا من المقارحة وقد نصبوا كمين الي احد الدورات الايطالية واستمرت المعركة من الفجر الي الضحي حيث تم سحقها وقتل اغلبها وفر
الاخرون وغنم المجاهدون الاسلحة والابل التي كانت بحوزة الدورية وقتل ضمن قوات العدو ضابطان و 6 من الجنود والعديد من الجرحي , ايضا قام مجاهدين المقارحة بالهجوم علي قافلة للطليان في الشويرف يسموها الوعيرة او معركة زازمت ويقول فيها بيلارديني(دارت رحي معركة شرسة دامية بلغت ذروتها من الشدة في لحظات سقط في الميدان النقيب باكون والملازم فينانزي ومعهما 37 عسكريا بعد ان أبلوا بلاء حسنا وأبدوا شجاعة فائقة وتمكن العدد القليل من الناجيين ببذلهم الممزقة ودمائهم النازفة من الوصول الي القريات والابلاغ بهذا الخبر المؤلم ) , ويقول احد شعراء المقارحة في معركة زازمت (الوعيرة) الاتي :-
صار اليوم عالطليان في الوعيره__انكسروا النصارى وطاحت البنديره
يوم حبايب يوم نصرة الخاطر وناب النايب__رقيق الجواجي فيه فكرة غايب نزار قاعد في بنات كحيلة
اولاد الثناء جو يندهوا بالغايب__خايفين من مشوخ طويل نجيله
يوم مسمي يوما مه زازمت سايل دمه__كبير لنصارى جاري ذراف جمه شوي جيته جاته علي القنطيره بدا بالايمنات والايسرات يشرف__شرك جبته وقطع طوارف ديره .
و قد خرجت مجموعة مختلطة من مجاهدي المقارحة و اولاد ابي سيف من زاوية العقر و الذين هاجروا جميعا سابقا من فزان ,خرجوا بحثا عن الطليان وقد اختلفوا فيما بينهم , مجموعة بقيادة محمد ودان البوسيفي رفضت الهجوم علي نقطة الشويرف وقال محمد ودان بأن مركز الشويرف حصين وصعب الاستيلاء عليه , اما حسن الدرويش البوسيفي قال لابد من الهجوم علي المركز فانفصل محمد ودان البوسيفي بالمجموعة واخد بهم طريق اخر وحدث ان التقي بمجموعة من الايطاليين ومعهم الابل فاستولي عليها واسمها معركة الخيل
21- اكتوبر- 1914 , اما الجماعة الاخري
فقد داهمت مركز الشويرف واستولو عليه وكان الاستيلاء في يوم العيد وقال احد مجاهدين المقارحة ادريس العزومي المقرحي الذي اشترك مع مجموعة حسن درويش في الاستيلاء علي المركز وسميت غزوة الشويرف وقال:-
كان غزي ودان جاب المهاري وتلف خياره __ احنا عيدنا يقطع روس النصارى
جاب الهجنة وبرم عاد كنه قلب وين ماتوا اثنين منه__هم شيخهم عالم لقى الجنه خطاها يسارا و احنا شيخنا خش بيها توارى
جاب المواشي وهاب القلاشي احنا شيخنا طب فوق الفراشي___ولينا دياره وجبنا بغاغيلهم والغدارى .
وايضا معركة بئر الفاتية 26 اغسطس 1914 , بعد ان بعث الشيخ محمد بن عامر مجموعة من زاوية العقر وقوامها 80 فارسا من المقارحة و كانت بقيادة البي بن صالح الانداري المقرحي واستشهد فيها شهيد واحد وهو دكام المقرحي بعد ان تصدوا لقافلة أتية من الشمال وكانت مجموعة الحراسة القافلة اكثر من المجاهدين ومختلطين بين ايطاليين وكثير من الارتيريين والمجندين العرب ابضا ,لذلك لجأ المجاهدين الي الحيلة حيث رفعوا قطعة قماش علي بندقية موهمين الايطاليين بأنهم معهم ومن جماعتهم ,تقدمت المجموعة الايطالية نحو المجاهدين وهم علي البئر حتي اقتربوا منهم فأطلقوا النار عليهم من اماكن قريبة ونشبت المعركة حامية حيث سقط الايطاليون الخمسة ومجموعة من الاريتريين والليبيين المجندين وفر الباقون وطاردهم المجاهدون الي منتصف النهار ثم عادوا الي البئر وأحصوا غنائمهم , ووصف بيلارديني هذه المعركة بالمذبحة ويقول (لم ينج من المذبحة الا جنديان ارتريان وصلا الي براك بعد ثمانية ايام واخبرا بالمذبحة ) ,وقد اكد المجاهدين من بينهم المجاهدموسي جيرة المقرحي الذي حضر المعركة بأن هذا الزاد والعتاد في القافلة اذا وصل للطليان في فزان ستحارب الطليان في فزان عام ولا اثنين ويقول معركة الفاتية هيا من اهم الاسباب التي دعت الطليان يخسروا في معاركهم في فزان وينسحبوا منها .
وقد قال احد شعراء المقارحة في معركة الفاتية الاتي :-
النجع اللي فوق الفاتية ___درنا غزي وسقدناه
مادرناش رقاق عزوم___الا اولاد بيوت ضربناه
درناهم موزر متموم__ حليمة ما تمشيش عماه
وعدا متقاضي من يومه__ ولا سعي الترديد بغاه
ورد منهل هذه معلوم__وعند الغرب الفات سماه
قايم ثلث ايام شوي__تغشش نفز باقي ماه
نغنها قافلة مضمومة__قاطور ومن عند الله
ماتوا فيها عشرة روم__وراح حبشها يا مالاه
وغنمتها هدي مغنومة__في اسطنبول يشيد نباها
وقت عدينا بهرومه__الشي من الله تسابيب
المقارحة بعد ان قطعوا الامدادات علي الطليان من الشمال الي الجنوب في الغزاوت التي شنوها علي قوافلهم في معارك عدة كمعركة زازمت و غزوة ام الخيل والزيدن وغزوة الشويرف و الفاتية قد اضعفت القوات الايطالية في الجنوب وخاصة بعد ان قطعت عليهم الامدادات من الشمال , فقرروا المقارحة ان يضربوا ضربتهم القاضية وبعث المقارحة في النافلية مجموعة منهم قوامها 170 مجاهد بقيادة المجاهد علي بن امبية المقرحي لضرب الطليان في فزان وظهرت هذه المجموعة من جنوب زاوية العقر واتجهت باتجاه الغرب وقطعت شمال بونجيم حتى لا تراها نقطة الطليان المتواجدة في بونجيم واستمرت تسير في اتجاه الغرب الى الشمال من الشويرف التي بها ايضا نقطة للطليان ومرت هذه المجموعة جنوب القريات ولم يشاهدها جنود الطليان الموجودين في القريات باعتبار ان افراد هذه المجموعة هم اصحاب هذه الاودية ويعرفون مسالكها جيدا وواصلت المجموعة مسيرها غربا الى ان وصلت الى جنوب الحمادة ثم غيرت مسارها جنوبا باتجاه ادري ودخلت الى الرملة (رملة زلاف) وقاموا بمراسلة بقية القبائل الموجودة في فزان لتكوين تجمع يطرد الطليان من فزان فأشار بعض الاخوة بالاستعانة بالعابد السنوسي الموجود في واو في الزاوية السنوسية هناك فقاموا بمراسلته بأنهم بصدد تكوين جبهة في فزان من اجل الهجوم على الطليان وطردهم فوافق العابد السنوسي وارسل رسالة الى المهدي السني وهو من اتباع السنوسية المقيمين في مزدة وكان السني في حينها موجود في ادري الشاطي ومعه مجموعة قليلة من مجاهدي الزنتان واجتمع الجميع واتفقوا على تكوين ثلاثة مجموعات للهجوم على معسكرات الطليان في (براك وقلعة سبها وقلعة اوباري ) على ان يرسل العابد بمجموعة من عنده بقيادة موسى كاوسن وهو من توارق اقدس بالنيجر اعتنق الطريقة السنوسية وانضم الى العابد بواو وقاد عدة معارك ضد الفرنسيين في النيجر باسم السنوسيين ... وكانت الخطة بأن يتم تكوين ثلاثة مجموعات لضرب مواقع الطليان في فزان في ليلة واحدة وكان القائد الروحي لهذه المعارك هو المهدي السني .
1-المجموعة الاولي :-
كانت المجموعة الاولى تتولى مهمة الاستيلاء على قلعة سبها وهذه المجموعة بقيادة المجاهد سالم عبد النبي الزنتاني ونائبه المجاهد حسن بوبيصير المقرحي وهذه المجموعة الاولى مكونة من 425 مجاهد من الزنتان و الحساونة و الحطمان و المقارحة المقيمين بين الشاطئ والرملة الذين لم يرحلوا الي النوافلية وبقوا في فزان ومن الزوايد و من اولاد بوسيف المقيمين في الشاطئ و مجاهد كانوا خليط من عدة قبائل اخرى هذه المجموعة الاولى مهمتها الهجوم على القلعة في سبها وهي مقر الايطاليين الرئيسي وبها اقامة العقيد امياني وقد استعانوا ببعض الجنود الليبيين الذين جندهم الطليان بعد احتلاله لفزان فقد قام هؤلاء المجندين بعمل بطولي فقد اتفقوا مع المجاهدين بأن يفتحوا لهم ابواب القلعة وتم احتلال القلعة من المجاهدين وانجاز المهمة .
2-المجموعة الثانية :-
اما المجموعة الثانية فقد اتجهت الى قلعة اوباري من قياداتها علي بن امبية المقرحي وهي نفس المجموعة التي قدمت من دور النافلية قرب زاوية العقر وقد كان قوامها 170 مجاهد وقد انضم اليهم مجموعة اخرى من توارق بنغساتن بقيادة خليفة حاكم وهو من سكان ادري الشاطئ ليصبح عدد المجموعة كلها 219 مجاهد وذهبت هذه المجموعة باتجاه اوباري عبر الرملة ترافقها مجموعة اخرى ارسلها العابد السنوسي من واو عددها 100 رجل بقيادة موسى كاوسن التارقي وهو من توارق النيجر وقد اقتحموا القلعة وهزموا الطليان شر هزيمة .
3-المجموعة الثالثة :-
فقد كان عددها 200 مجاهد مقارحة وحساونة وغيرهم من المجاهدين من قياداتها المجاهد بلقاسم بن مخيون المقرحي اتجهت هذه المجموعة الى براك لتسد الطريق عن اي مدد يرسله الايطاليين
من معسكرهم في براك الي سبها عند اقتحام القلعة , حيث رابطت هذه القوات كمين في طريق براك الي سبها لاعتراض اي امداد يأتي من الايطاليين في براك لنجدة
القوات الايطالية في قلعة سبها بعد الهجوم عليها ,لكن القوات الايطالية المتواجدة في براك تلقت امر من العقيد مياني بالانسحاب فورا باتجاه هون بعد الهجوم على قلعة
سبها مباشرة وهناك بعض المصادر تشير بأن العقيد مياني اصلا كان موجود في معسكر براك ليلة الهجوم على قلعة سبها وهو من اعطى الامر بانسحاب جنوده من حامية براك وكان مرافقا لهم الى الجفرة تاركا قواته في سبها واوباري تحت رحمة المجاهدين .
عندما قال احد شعراء اولاد بوسيف الذي هاجر مع المهاجرين سنة 1913 الي راس لانوف عاتبا علي الذين ظلوا تحت رحمة الطليان ولم يهاجروا معهم فقال :-
علي ديننا والله لا ولينا
احنا نهاجروا والغير بينه بينه
احنا ما نسينا غايب سقط جواده يوم ناب النايب شيخ العرب يضرب عماه قرايب ناش طبجي يضرب ببندقيتا
احنا بعدهم ما نقعدوش سوايب ولا نحملوا سبيوس في غاشينا
ورد عليه الشاعر ضو بن مخيون وهو من ضمن الذين لم يهاجروا الي راس لانوف وبقوا في فزان , ومفهوم الشعر نحن رضينا ان نبقي ولم نرحل انتظارا للنصر و والوقت الحاسم لمهاجمة الطليان كما فعلنا اليوم في معركة قاهرة سبها وعندما جائنا السني لبينا النداء الي الجهاد فقال له:-
ما سبيسنا ولا نحدروا اجبال الغرر ولا نفسنا ___إحنا غير فينا الراي وتريسنا ونساعدوا في النصر لين يجينا
إحنا وين جانا زول من ونسنا __علي قاهره والطبجي رقينا
كسرناه كسرة عظم ما قايسنا__ مات ريهم بات الندم خاطينا
وين جانا السني كسرناه كسر الطليان تعني __رحل من سبها قليل الجني ومن ما كسب ما ساق كان عوينه
حتي سوكنه ما قامها متهني ___ومن كل نقطة قلع اماكينه
فزان فيها زرب زين متول__غير ناسها ماهي مليحة زينه.
فقد كانت فزان في سنة 1914 حينها اول منطقة تتحرر من الطليان بعد ان مكثوا فيها ما يقارب سنة وأشهر , و كانت سبب الانتفاضة في بقية المناطق و اسقطت الخرافة التي كان يرددها بعض المتخاذلين ان الطليان لا ينهزمون بعد ان تلقوا ضربات موجعة من الاباء و الاجداد وتشجع علي اثرها المجاهدين في بقية المناطق ان يحذوا حذو فزان في طرد الطليان من مناطقهم , وهذا ما حدث و جلية الطليان من فزان كانت الشرارة للمقاومة لبقية المناطق وهي شرارة معركة القرضابية , و الانتفاضة اعادت حسابات المتخاذلين الذين وقفوا علي حياد وانضموا سنة 1915 الي حركة الجهاد ضد المحتل , وقد اشترك المقارحة ايضا في معركة ابو نجيم سنة 1914 و معركة القرضابية سنة 1915 واستشهد من المقارحة في معركة القرضابية (صالح بوزيد المقرحي و بلقاسم بلحاج المقرحي ) ,,, وللعلم فزان لم يعود اليها الطليان ويحتلوها مرة اخرى الا في سنة 1930 وسمي بالاحتلال الايطالي الثاني .
و قد استمر جهاد المقارحة ضد الطليان بقيادة المجاهد الورع محمد بن عامر المقرحي الذي كان عنيدا ولم يهادن الطليان يوما ولم يفاوض او يستسلم بحيث قال فيه الشعراء :-
والشيخ بن عامر حلف بايمينا
علي ايطاليا ماديرهاش قرانة
في عين زارة وفي الهاني رينا
افعالة وجندوبة تجيب بيانا
جهاد العدو داره نصب لي عينا
ويوم الفطيمية خبط عدوانا
وعنهم جلاء غرب وخش ضحينا
وخوته معاه ونجع طق ارسانة
هاجر التونس ما عطاء في دينا
ولا هادن الطليان طول زمانة
وحيث جاهد المقارحة بقيادة المجاهد محمد بن عامر واشتركوا في معركة الفطيمية 7 يناير 1928 م التي كانت بقيادة محمد عامر من المقارحة و عبدالحفيظ النقاز من اولاد ابي سيف وايضا في معركة الشويرف 1930 التي كانت تحت الراية السنوسية بعد ان عقد اجتماع بين مجاهدي منطقة الغرب اولاد بوسيف والمشاشية والزنتان والرجبان والحساونة والمقارحة وقد توصل المجتمعون الي الاتفاق علي توحيد القيادة وكلفو احمد سيف النصر بأن يكون رئيسا علي الجميع ويتبع الرضا السنوسي الذي هو وكيل الامير محمد ادريس الذي هاجر الي مصر ولم يعد والتي اجتمع اعيانها و عينوا حمد سيف النصر قائدا لهذه المعركة وكانت محلة المقارحة بقيادة الشيخ محمد بن عامر ويوجد قصيدة للمجاهد المهدي ابراهيم المخيون المقرحي الذي حضر معركة الشويرف يرثي فيها قريبه امحمد الذي استشهد في هذه المعركة بحيث قال:-
نهار النصارى ضاربين اكلامه
امحمد استشهد تامات ايامه
نــــهــار الغــيــنــة
الله يرحمه بالسيف هان علينا
دار دير في وكالة السردينة
ذيب قبطنه في حنان داير شامه
يطيح براضنه موش ضرب غشامة
يضرب براضه موش ضرب غشامة
وسيع فاهقه ما بتش تبرد ناره
ملاه ياعز الرفيق توارى
خذا فوهة البارود تبرد ناره
نهار صاحبك ما ينسمعش كلامه
عليهم يوبعر قابله ونصارى
كيف الرطب يساقطوا قدامه
امحمد اليوم تهنى
الله يرحمه من حفرته للجنة
ستين حورية ساقنه
وستين حورية اللي قدامه
ترك دنيته وخلي الغشايش عنه
وخلي الشقي لاوي علي احزامه
هيا يا رفيقي عدي
وهيا يا رفيقي في الهني والشدة
وهيا يا رفيقي ما لقيتش ضده
وهيا يا رفيقي حاسبات ايامه
وهيا يا رفيقي العمر هذا حده
الله يرحمه ويرحم الله رمامه
وقد هاجر الشيخ محمد بن عامر المقرحي بنجعه من المقارحة الى الجزائر عام 1930
و لم يعود الي ليبيا الا بعد ان خرج الطليان منها ولم يتحالف مع الفرنسيين رغم محاولاتهم الشتى لاستمالته خلال وجوده في مستعمرتهم تونس هذا عندما كان يخططون لغزو جنوب ليبيا والقبائل التي هاجرت للجزائر من صف الغرب هم المقارحة بقيادة محمد بن عامر واولاد ابوسيف بقيادة عمر بن سلمة والمشاشية بقيادة محمد بن حسن المشاي وسلكوا طريق الرملة الغربية بين ادري اوباري باتجاه الحدود الليبية الجزائرية وقد لاحقهم الطليان قرب الحدود وقصف بطائراته نواجعهم المنسحبة ومات منهم الكثير وعند وصولهم للحدود وجدوا امامهم الجيش الفرنسي ولم يسمح لهم بدخول الجزائر الا عند تسليم سلاحهم وعاملهم بعكس الطريقة التي عامل بها القبائل الاخرى التي انسحبت الى تشاد حين سمح لهم العدو الفرنسي باجتياز الحدود بسلاحهم ... ووصل الشيخ محمد بن عامر الاراضي الجزائرية واستقر اولا في واحة وارقلة الجزائرية التي يكثر فيها نوع من الثمور يسمى الدقلة ولكن هذا النوع من التمر ليس من الانواع التي يمكن تخزينها مثل تمر التاليس المتوفر بكثرة في براك الشاطئ الذي من الممكن تخزينه فقال الشيخ محمد بن عامر قصيدته المشهورة التي قارن فيها بين براك الليبية وواحة وارقلة الجزائرية حين قال في مطلع القصيدة:-
مانكش كيف براك ياوارقلة***
براك تمرها تاليس وانتي دقلة
وبقى الشيخ محمد بن عامر بنجعه في الجزائر مدة سبعة سنوات ثم هاجر بنجعه الى تونس وبقى في وديان الجنوب التونسي الى ان رجع الى ليبيا اثناء الحرب
العالمية الثانية ولم ينظم او يخضع المقارحة ولا اولاد ابوسيف ولا المشاشية للفرنسيين طوال فترة مكوثهم في المهجر ولم يستغلهم العدو الفرنسي في اجنداته الاستعمارية .
________المراجع___________________
1-موسوعة روايات الجهاد اعداد: رجب البصير ..
2-المتطوعون للجهاد في الأيام الأولى من الغزو الإيطالي العزيزية نموذجاً أ.د.أحمد عطية مدلل.
3-جهاد الأبطال في طرابلس الغرب -
الطاهر احمد الزاوي
4- الصحراء تشتعل ….للقشاط.