جذور تاورغاء

جذور تاورغاء

جذور تاورغاء
……………….
قديماً وصلت ثلاث قبائل إلى ليبيا وهم لواته–هوارة–مزاته فاستقرت لواته في منطقة إجدابيا في أرض برقة، واستقرت هوارة في تاورغاء واستقرت مزاته في ودان، حيث ملكت هذه المناطق الثلاثة أوّلا وساروا نحو الغرب إلى بلاد أرميك وطرابلس و زوارة ونفوسة والقيروان وبقية مناطق القارة الأفريقية، بهذا يعتبر أول من استوطن
وملك في تاورغاء قبيلة هوارة وتغلب عليهم البشرة السمراء وبقي التنقل بينهم وبين إخوانهم سالفي الذكر ببرقه وودان، بالإضافة إلى القبائل المصرية من قبل تاريخ ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام بما يقارب ثلاثة آلاف سنة تقريباً، ويعتبر عمر تاريخ منطقة تاورغاء إلى خمسة آلاف سنة قبل وبعد الميلاد وخاصة في الفترة ما قبل الميلاد. كونت تاورغاء مملكة وحدودها من برقة حتى طرابلس وحكمت لمدة أكثر من 750سنة بعدة ملوك ومن ضمنهم الملكة التي أهدت عدة هدايا لملوك بلاد النوبة الموجودة بمتاحف الخرطوم الآن، وقد تعرضت مملكة تاورغاء في تلك الفترة إلى الغزو الروماني والإغريقي ثم تقزمت واختفت واندثرت على مر العصور. عندما استقر فيها الرومان خاصة أنشأوا فيها ميناء الملفى (ميناء مرزوقة) الذي بقي أثره إلى هذا اليوم، وأنشأوا قصر الدرمان مركز المملكة الموجود في تاورغاء، وكذلك أنشأوا قصر الوسيع وقصر قداس وقصور غواط والتي كانت تسمى بأسماء رومانية، وأنشأوا السدود المائية في سوف الجين وميمون وزرزر وقداس وأوحيدة والخرجة وغرغور للزراعة في هذه الأودية.
وبدأت التجارة فيها عبر الميناء وكان من أهمها تصدير الملح وجلب المواد الأخرى لمتطلبات الحياة اليومية ويعتبر الميناء للتجارة في الشمال الإفريقي كحلقة وصل بين الدول الأوروبية وأفريقيا، وبعد حقبة من الزمن تعامل أهالي تاورغاء مع إخوانهم في مصر في عهد الملك شيشنق الأول وهو أحد ملوك مصر القدماء وأصله من القبائل الليبية، والقائد ماريبي السامالوسي الذي ترجع أصوله أيضا إلى القبائل العربية الليبية وهم أول من جلب الأبقار إلى منطقة تاورغاء، وكذلك محصول زراعة البردي التي تستخرج منه حبوب للغذاء ويستعمل في صناعة الورق، وبعد هذه الآونة من الزمن
مر بها عدد من الرحالة من بينهم الرحالة ابن بطوطة الذي تحدث عن طيبة أهلها وثمرها كما تعاملوا أيضا مع لبدة وصبراته وشحات وسوسة والقيروان وطرابلس .